القــرفـة
القرفة أحد أهم التوابل في العالم ومن أقدم الأعشاب الطبية التي استخدمت في الهند ومصر القديمة وأوربا، وكانت تستعمل مضادا للزكام والانفلونزا ولتحفيز الدورة الدموية والجهاز التنفسي وللمشاكل الهضمية، ولا تزال القرفة تستخدم حتى اليوم في المطابخ في جميع أنحاء العالم، تحتوي القرفة على مواد مضادة للاكسدة وتعد مصدرا للمنغنيسيوم والحديد والكالسيوم والألياف.. فيما يلي من اسطر على هذه الصفحة من موقع العلاجيقدم الدكتور سليم الأغبري معلومات دقيقة عن القرفة.
اسم العشبة
القرفة (Cinnamon) معروفة لدى العرب باسم الدارصيني أو دارصيني الصين أو القرفة السيلانية ويسمى بالعامة الدارسين، ومن أسماء القرفة كذلك "الشليخة".
الاسم العلمي: للقرفة أنواع كثيرة لكن أهم نوعين هما القرفة السيلانية والمعروفة علمياً باسم (Cinnamomum Zeylanicum) والنوع الثاني معروف علمياً باسم (Cinnamomum cassia).
وصف العشبة
القرفة هي لحاء شجرة دائمة الخضرة استوائية كثيفة يمكن أن يصل ارتفاعها من عشرة إلى أربعين متر، من فصيلة السمروبيات، ساقها منتصبة تعلو 3 ـ 5 أمتار، الأوراق متعاقبة مركبة، والأزهار صفراء صغيرة، والثمرة صغيرة تشبه القرنفل، تجفف قلف (لحاء) الأشجار الصغيرة على شكل عيدان لونها بنى داكن ولها رائحة عطرية.
موطن النبات ومناطق الزراعة
القرفة موطنها سريلانكا والهند، وتُزرع اليوم على نطاق واسع كتابل ودواء في جنوب شرق اسيا وأمريكا الجنوبية والهند الغربية، تنمو في الغابات المدارية على ارتفاع 500 متر وتزرع بشكل مكثف في الأقاليم المدارية من العالم، وتستنبت القرفة من الفسائل وتقطع الأشجار اليافعة كل سنتين مع مستوى الأرض تقريباً في موسم الأمطار، ويجني اللحاء من قرم الأغصان ويترك 24 ساعة ليختمر وبعد ذلك يكشط اللحاء الخارجي للكشف عن اللحاء الداخلي.
المكونات الرئيسية
- زيت طيار (الدهيد القرفة - يوجينول).
- حموض التنيك (بتركيز عالي).
- كومارينات ولثأ.
الخواص الرئيسية:
- القرفة منبهة ومدفئة.
- طاردة للريح ومضادة للتشنج
- مطهرة ومضادة للفيروسات.
استخدامات القرفة وفوائدها
- أطلق عليها علماء التغذية في فرنسا على القرفة اسم "صديق الجهاز الهضمي"، وقد فسح الدستور العشبي الألماني القرفة كعلاج رسمي للمرضى الذين يعانون من فقد الشهية وكذلك للمرضى الذين يعانون من سوء الهضم.
- والقرفة مقوية للهضم الضعيف، وتستخدم بوجه خاص في علاج الضعف والنقاهة، كما وجد أن للقرفة مفعولا منشطا للحيض فهي تنبه الرحم وتحث على النزف الحيضي، ويقال ان مغلى القرفة يساعد على تسهيل عملية الولادة، لذلك ينصح بأخذ كوب من مغلى القرفة يوميا قبل موعد الولادة المحدد بأسبوع، وفي الهند تؤخذ بعد الولادة كمانع للحمل.
- تؤخذ القرفة تقليدياً في الهند وأوربا كعشبة مدفئة ضد البرد، وتمزج مع الزنجبيل لزيادة دوران الدم وخاصة في أصابع اليدين والقدمين، القرفة علاج مأثور للمشكلات الهضمية مثل الغثيان والقيء والإسهال فضلاً عن آلام العضلات وضد فيروس الزكام.
- القرفة بها مادة فينولية مضادة للأكسدة وتجعل الخلايا الدهنية أكثر استجابة للإنسولين الذي ينظم عملية تكسير السكر في الدم واستهلاكه في الخلايا بالجسم وتحويله لطاقة، كما تقلل هذه المادة من الأعراض الجانبية لمرض السكر.
- قد تقي القرفة من الإصابة بمرض السكري الذي يصيب البالغين فهي تساعد الجسم على التعامل مع المواد السكرية بشكل أكثر فاعلية، وقد حث أحد العلماء الذين أجروا البث الأخير الناس على الإكثار من استخدام القرفة لجني أكبر فائدة من هذه المادة.
إستخامات زيت القرفه:
الخصائص العلاجية للقرفة تعود إلى زيتها الطيار الذي له خصائص منبهة ومضادة للفيروسات، كما أن زيت القرفة هو العامل الرئيسي في مفعولها المقوي والمنشط للدورة الدموية والتنفس والمدر للإفرازات والقابض للأوعية والمحرك للأمعاء، والمعقم المضاد للتعفن، و لهذا نرى القرفة تدخل في تركيب الكثير من الأدوية و المستحضرات الصيدلانية، وتعتبر القرفة الصينية أكثر غنى بالزيت العطري من أنواع القرفة الأخرى.
- يستعمل زيت القرفة دهاناً لعلاج الكلف والنمش والصداع والزكام وآلام الأذن.
- يستعمل زيت القرفة مع الخل دهاناً لعلاج البثور والقروح، وحديثاً دخل مسحوق القرفة في صناعة مراهم ضد الحروق والقروح.
- يستعمل زيت القرفة بمعدل قطرة إلى قطرتين كمادة مطهرة، كما يستخدم ممزوجاً مع التين على هيئة ضمادات لعلاج لسع العقارب.
الأبحاث والدراسات حول القرفة:
- في أمريكا قامت دراسة على تأثير القرفة السيلانية وهي القرفة المقشورة والموجودة على هيئة أنابيب حيث أعطيت لمرضى مصابين بمرض السكر ووجدوا أنها خفضت سكر الدم بدرجة تعادل الحلبة وبدأ الناس يستخدمونها لتمتعها برائحتها العطرية وطعمها الحريف المستساغ.
- قام اليابانيون عام 1980م بدراسة تأثير المركب الرئيسي في زيت القرفة كمهدئ ومسكن وأثبتوا تأثير هذا المركب كمادة مهدئة ومسكنة بالإضافة إلى تخفيضه لضغط الدم والحمى، كما أثبتوا أن خلاصة القرفة لها تأثير ضد أنواع من البكتيريا والفطريات.
- علماء مختبرات التغذية التابعة لمؤسسة الأبحاث الزراعية الأميركية في ولاية ميريلاند الأميركية وجدوا أن مادة مستخلصة من نبات القرفة بإمكانها إعادة تفعيل الخلايا التي توقفت عن الاستجابة لهرمون الأنسولين بحيث تجعلها أكثر استجابة للهرمون المذكور، وقد وجد الباحثون أن القرفة تزيد من نسبة معالجة السكر 20 مرة، وينصح مرضى السكري بتناول ربع ملعقة كوب إلى ملعقة كوب كاملة من مادة القرفة يوميا.
القرفة في الطب القديم
دخلت القرفة مصر مع رحلة الملكة حتشبسوت الى الصومال عام 1495 - 1475 قبل الميلاد وجاء اسم القرفة ضمن الكثير من الوصفات العلاجية في البرديات الطبية الفرعونية، وللقرفة تاريخ طويل من الاستعمال في الهند واستخدمت طبياً في اوروبا.
- مما قاله الطبيب اليوناني ديسكوريدس عن القرفة: "يستخدم زيت القرفة دهاناً لعلاج الكلف والنمش ومع الخل للبثور، وهو مفيد لعلاج القوباء، والقروح، يؤخذ شراباً لعلاج السعال وينقي الصدر ويقوي المعدة ويدر البول والطمث، ويستخدم مع التين لبخات وضمادات ضد لسع العقرب".
- وقال ابن سينا: "قوة القرفة مسخنة، مفتحة تصلح كل عفونة، غاية في اللطافة، جاذبة وتصلح لكل قوة فاسدة، ودهن القرفة محلل حار جداً مذيب، يوضع على الكلف والنمش صالح للقوابي والقروح، ودهن القرفة عجيب في الرعشة، ينفع من الزكام، ينقي الدماغ وهو من جملة ما يسكن وجع الاذن، وينفع من الغشاوة والظلمة اكلاً وكحلاً، ويذهب الرطوبة الغليظة من العين وينفع من السعال وينقي ما في الصدر، ويفتح سدد الكبد ويقويها، ويقوي المعدة ويجفف رطوبتها وينفع من الاستسقاء، وينفع من اوجاع الرحم والكلى واورامها ويدر البول".
- وقال أبو بكر الرازي: "مغلي القرفة بالزنجبيل نافع ضد أمراض البرد والزكام".
- وقال ابن البيطار: "تمزج القرفة مع مسحوق المصطكي لعلاج الربو والفواق".
طريقة استعمال القرفة:
ملء ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة توضع على ملء كوب ماء مغلي ويحرك المزيج ثم يترك لمدة عشر دقائق ثم يشرب بمعدل كوبين إلى ثلاثة أكواب في اليوم.
محظورات استخدام القرفة: لا يوجد أضرار جانبية للقرفة إذا أخذت بالجرعات المنصوص عليها، ولا يوجد تداخلات مع أدوية أو أمراض أخرى، ولكن يجب عدم استخدامها من قبل المرأة الحامل نظراً لخواصها القابضة لعضلة الرحم، وعند استعمال زيت القرفة الخام داخلياً يجب اخذ الحرص والحذر لإنه قد يسبب الدوخة والقيء، وخارجياً ربما احمراراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق